2/03/2014 06:23:00 ص

مثل هذا يستحق أن يقال له : أن هـــــذا الشبل من ذاك الأسد ؟؟!! ( 1 )

هذا الشبل من ذاك الأسد يحكى فى القرن الأول الهجرى أن هنالك شابا تقيا يطلب العلم ويتفرغ له ولكنه كان فقيرا وفى يوم من الأيام خرج من بيته من شدة الجوع ولأنه لم يجد ما يأكله ، فأنتهى به الطريق الى أحد البساتين والتى كانت مملؤه باشجار التفاح وكان أحد أغصانها متدليا فى الطريق ، فحدّثت له نفسه أن يأكل هذه التفاحه ويسد بها رمقه ، ولا احد يراه ولن ينقص البستان بسبب تفاحة واحدة فقطف تفاحة وأكلها وبعد أن رجع الى بيته بدأت نفسه تلومه وهذا هو حال المؤمن !! ويقول كيف : اكلت هذه التفاحه وانا لم أستأذن ؟ فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له الشاب : يا عمى بالأمس بلغ بى الجوع مبلغا عظيما وأكلت تفاحه من بستانك دون علمك وها أنا ذا اليوم أستأذنك فيها فقال له صاحب البستان : والله لا اسامحك بل أنا خصيمك يوم القيامة عند الله بدأ الشاب المؤمن يتوسل اليه ان يسامحه وقال له أنا مستعد ان اعمل أى شئ شريطة ان تسامحنى . وصاحب البستان لا يزداد إلا إصرارا وذهب وتركه والشاب يلحقه ويتوسل اليه حتى دخل بيته ، وبقى الشاب عند البيت ينتظر خروجه لصلاة العصر فلما خرج وجد الشاب لا زال واقفا ودموعه تحدرت الى لحيته فزادت وجهه نورا 

فقال الشاب يا عمى :

 أنا مستعد للعمل فلاحا دون أجر باقى عمرى شريطة أن تسامحنى .. أطرق صاحب البستان يفكر وقال له : يا بنى إننى مستعد أن أسامحك الآن بشرط !!! فرح الشاب وتهلل وجهه وقال : أشرط ما بدى لك يا عمى . 
فقال صاحب البستان :

 شرطى أن تتزوج إبنتى !!!!!!!!!!! صدم الشاب وذهل ولم يستوعب ، 
ثم أكمل صاحب البستان قوله : ولكن يا بنى أعلم ان ابنتى عمياء ، وصماء ، وبكماء ، وأيضا مقعده لا تمشى ومنذ زمن أبحث لها عن زوج يكون امينا عليها ويقبل بجميع مواصفاتها فأن وافقت عليها سامحتك صدم الشاب مره اخرى بهذه المصيبه وبدأ يفكر كيف يعيش مع هذه العله وأنه ما زال في مقتبل عمره ؟ 
كيف تقوم بشئونه وترعى بيته وتهتم به ؟ 
بدأ يحسبها ويقول أصبر عليها فى الدنيا وانجو من ورطة التفاحه ، ثم توجه الى صاحب البستان وقال له لقد قبلت إبنتك وأسأل الله أن يجازينى على نيتى وأن يعوضنى خيرا مما أصابنى .
فقال صاحب البستان :

 حسنا موعدك الخميس القادم عندى فى البيت لوليمة زواجك وأنا أتكفل لك بمهرها فلما كان يوم الخميس جاء االشاب متثاقل الخطى ، حزين الفؤاد ، منكسر الخاطر ، ليس كأى زوج ذاهب الى يوم عرسه . فلما ضرب الباب فتح له ابوها وأدخله البيت وبعد أن تجاذب أطراف الحديث قال له : 
يا بنى تفضل بالدخول على زوجتك وبارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما على خير وذهب به الى الغرفه التى تجلس فيها إبنته فلما فتح الباب فاذا فتاة بيضاء أجمل من القمر قد إنسدل شعر كالحرير على كتفيها ، فقامت ومشت اليه فاذا هى ممشوقة القوام وسلمت عليه 
أما صاحبنا

 فقد وقف فى مكانه يتأملها وكأنه أمام حورية من حوريات الجنه نزلت على الأرض وهو لا يصدق ما يرى !!!!! لماذا قال أبوها ذلك ؟ 
فهمت ما يدور فى باله فذهبت اليه وصافحته وقبلت يده وقالت : _
إننى عمياء من النظر الى الحرام 
بكماء من النطق بالحرام 
صماء من الأستماع الى الحرام 
ولا تخطو رجلاى خطوة الى الحرام 
وأننى وحيده أبى ، ومنذ عدة سنوات وأبى يبحث لى عن زوج صالح فلما أتيته تستأذنه فى تفاحة وتبكى من أجلها 
قال أبى : 
إن من يخاف من أكل تفاحة جدير أن يخاف الله فى بنتى فهنيئا لى بك زوجا وهنيئا لأبى نسبك 
وبعد عام أنجبت له غلاما

 كان من القلائل الذين مروا على هذه الأمة 

أتدرون من ذلك الغلام ؟

إنه الأمام أبو حنيفه صاحب المذهب الفقهى المشهور



غفر الله لي ولك ولوالدينا
ولجميع المسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
الذين شهدوا لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة
وللخلفاء الراشدين بالخلافة         

هناك تعليق واحد:

  1. نعم نعم ان هذا الشبل من ذاك الاسد هكذا هم الصالحون زادك ألله علما ونورا أستاذ علي

    ردحذف