5/08/2018 03:25:00 ص

فإن عُمرَةً في رمضانَ حَجَّةٌ

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لامرأةٍ منَ الأنصارِ، سمَّاها ابنُ عباسٍ فنَسيتُ اسمَها : ما منَعَكِ أن تَحُجِّي معَنا . قالتْ : كان لنا ناضِحٌ فركِبه أبو فلانٍ وابنُه، لزَوجِها وابنِها، وترَك ناضِحًا نَنضَحُ عليه، قال : فإذا كان رمضانُ اعتَمِري فيه، فإن عُمرَةً في رمضانَ حَجَّةٌ . أو نحوًا مما قال .
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1782 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | 
كان شأنَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم تعهُّدُ أصحابِه بالسُّؤالِ، وتحرِّيه عن قيامِهم بما وجَبَ عليهم، وتحريضُهم على فعلِ الخيراتِ، وفي هذا الحديثِ مثالٌ على ذلك؛ فالنَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يسأَلُ أمَّ سِنانٍ الأنصاريَّةَ رضي الله عنها بعد عودتِه مِن الحجِّ عن سببِ عدمِ حجِّها، فأخبرَتْه رضي الله عنها أنَّ الَّذي منَعها هو أبو فلانٍ زوجُها، ثمَّ أخبَرَتْه بسببِ منعِه لها بأنَّهما لا يملِكانِ سوى ناضحَينِ، والنَّاضحُ هو البعيرُ الَّذي يُحمَلُ عليه الماءُ للسُّقْيَا، فحجَّ زوجُها على أحدِ النَّاضحَينِ، وترَك الآخَرَ لسُقْيَا الأرضِ الَّتي لهما، فلمَّا رأى النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ سببَ تخلُّفِها عن الحجِّ سببٌ مقبولٌ، وأنَّه غيرُ واجبٍ عليها؛ لأنَّها لم تستطِعْ إليه سبيلًا - أراد تسليتَها وإخبارَها عن عمَلٍ يعدِلُ في ثوابِه عمَلَ الحجِّ، وهو العمرةُ في رمضانَ، فقال لها: إنَّ عمرةً في رمضانَ تعدِلُ في ثوابِها ثوابَ الحجِّ معي، أي: في الثَّوابِ، لا أنَّها تقومُ مقامَها في إسقاطِ الفَرْضِ؛ للإجماعِ على أنَّ الاعتمارَ لا يُجزِئُ عن حجِّ الفرضِ، وهذا نظيرُ ما جاء عنه صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] تعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ؛ فقراءةُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] تعدِلُ ثوابَ ثُلثِ القُرآنِ، ولكنَّها لا تُجزئُ عن قِراءة ثُلُثِ القُرآنِ فِعليًّا، وهذا الحديثُ أيضًا يدلُّ على أنَّ ثوابَ العملِ يَزيدُ بزِيادةِ شرَفِ الوقتِ، كما يَزيدُ بحضورِ القلبِ، وبخُلوصِ القصدِ.
غفر الله لي ولك ولوالدينا ولجميع المسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
الذين شهدوا لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة
وللخلفاء الراشدين بالخلافة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق