1/14/2014 08:45:00 م

مما راق لي فنقلته لكم : .. يقول إن استطعت أن تموت فمت ، والله الذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان يمر الرجل على قبر أخيه فيتمنى أنه صاحبه ..تشبثوا بصدغي معاوية اللهم لا تدركني سنة ستين .. رضي الله عنه وعن معاوية


(( أبو هريرة الدوسي اليماني ))

صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحافظ الصحابة ؛؛
اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا ، فقيل : اسمه عبد الرحمن بن صخر ، وقيل : عبد الرحمن بن غنم ، وقيل : عبد الله بن عائذ ، وقيل : عبد الله بن عامر ، وقيل غير ذلك ..
قال النووي في مواضع من كتبه : اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر على الأصح من ثلاثين قولاً ، وقال القطب الحلبي: اجتمع في اسمه واسم أبيه أربعة وأربعون قولا مذكورة في الكنى للحاكم وفي الاستيعاب وفي تاريخ ابن عساكر
قال ابن حجر : وجه تكثره أنه يجتمع في اسمه خاصة عشرة أقوال مثلا ، وفي اسم أبيه نحوها ، ثم تركبت ولكن لا يوجد جميع ذلك منقولا ، فمجموع ما قيل في اسمه وحده نحو من عشرين قولا ..
ويقال : كان اسمه في الجاهلية عبد شمس ، وكنيته أبو الأسود فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وكناه أباهريرة ، وأخرج الترمذي بسند حسن عن عبيد الله بن أبي رافع قال : قلت لأبي هريرة : لم كنيت بأبي هريرة ؟ قال : كنت أرعى غنم أهلي وكانت لي هرة صغيرة فكنت أضعها بالليل في شجرة ، وإذا كان النهار ذهبت بها معي فلعبت بها فكنوني أبا هريرة انتهى ..
وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : " يا أبا هر " ، وذكر الطبراني أن اسم أمه ميمونة بنت صبيح ..
قال ابن أبي داود : كنت أجمع سند أبي هريرة فرأيته في النوم وأنا بأصبهان ، فقال لي : أنا أول صاحب حدثت في الدنيا وقدأجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثاً .. وذكر أبو محمد بن حزم : أن مسند بقي بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر ..
روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن : أبي بن كعب وأسامة بن زيد بن حارثة وبصرة بن أبي بصرة الغفاري وعمر بن الخطاب والفضل بن العباس وكعب الأحبار وأبي بكر الصديق وابنته عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
روىعنه : ابنه المحرر وابن عباس وابن عمروأنس وواثلة وجابر ومروان بن الحكم وقبيصة بن ذويب وسعيد بن المسيب وسلمان الأغر وقيس بن أبي حازم ومالك بن أبي عامر الأصبحي والحسن البصري ومحمد بن سيرين وآخرون
قال البخاري : روى عنه نحو من ثمانمائة رجل أو أكثر من أهل العلم من الصحابة والتابعين وغيرهم ..
قال عمرو بن علي : كان مقدمه وإسلامه عام خيبر ، وكانت خيبر في المحرم سنة سبع .. وقال الأعرج عن أبي هريرة : إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله الموعد إني كنت امرءا مسكينا أصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملأ بطني ، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق ، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فحضرت من النبي صلى الله عليه وسلم مجلسا فقال : " من يبسط رداءه حتى أقضى مقالتي ، ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا سمعه مني " ،فبسطت بردة عليّ حتى قضى حديثه ، ثم قبضتها إليّ ، فوالذي نفسي بيده ما نسيت منه شيئا بعد .. رواه البخاري ومسلم ، وهو من علامات النبوة فإن أباهريرة كان أحفظ من كل من يروي الحديث في عصره ، ولم يأت عن أحد من الصحابة كلهم ما جاء عنه
ومن فضائله ما رواه النسائي في السنن أن رجلا جاء إلي زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال له : زيد عليك أبا هريرة فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعو الله تعالى ونذكره إذ خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلينا فسكتنا فقال : عودوا للذي كنتم فيه قال زيد : فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة ، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمن على دعائنا ، ثم دعا أبو هريرة فقال : اللهم إني أسألك ما سألك صاحبي ، وأسألك علما لا ينسى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آمين " فقلنا : يا رسول الله ، ونحن نسأل الله تعالى علما لا ينسى فقال : سبقكم بها الغلام الدوسي ، وقال طلحة بن عبيد الله أحد العشرة : ولا شك أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع .. وقال ابن عمر : أبو هريرة خير مني وأعلم
وقال الربيع قال الشافعي : أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره .. وفي صحيح البخاري من طريق وهب بن منبه عن أخيه همام عن أبي هريرة قال : لم يكن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا مني إلا عبد الله بن عمر ، فإنه كان يكتب ولا أكتب .. وقال الحاكم أبو أحمد : كان من أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وألزمهم له صحبة على شبع بطنه ، فكانت يده مع يده يدور معه حيث دار إلى أن مات ، ولذلك كثر حديثه .. وقد أخرج البخاري في الصحيح من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة قلت : يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال : " لقد ظننت ألايسألني عن هذا الحديث أحد أولى منك لما رأيت من حرصك على الحديث
وقال أبو نعيم : كان أحفظ الصحابة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودعا له بأن يحببه إلى المؤمنين ، وكان إسلامه بين الحديبية وخيبر قدم المدينة مهاجراً وسكن الصفة ..
وأخرج ابن أبي الدنيا في المحتضرين بسند صحيح عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : دخلت على أبي هريرة وهو شديد الوجع فاحتضنته ، فقلت : اللهم اشف أبا هريرة ، فقال : اللهم لا ترجعها قالها مرتين ، ثم قال : إن استطعت أن تموت فمت ، والله الذي نفس أبي هريرة بيده ليأتين على الناس زمان يمر الرجل على قبر أخيه فيتمنى أنه صاحبه .. قال ابن حجر : وقد جاء هذا الحديث مرفوعا عن أبي هريرة عن عمير بن هانئ قال : كان أبو هريرة يقول : تشبثوا بصدغي معاوية اللهم لا تدركني سنة ستين .. وأخرج أحمد والنسائي بسند صحيح عن عبد الرحمن بن مهران عن أبي هريرة أنه قال حين حضره الموت : لا تضربوا على فسطاطا ولا تتبعوني بمجمرة وأسرعوا بي
وقال ابن عيينة عن هشام بن عروة : مات أبوهريرة وعائشة سنة سبع وخمسين ، وفيها أرخه خليفة وعمرو بن علي وأبو بكر وجماعة .. وقال ضمرة بن ربيعة والهيثم بن عدي وأبو معشر : مات سنة ثمان .. وقال الواقدي وأبو عبيد وغيرهما : مات سنة تسع .

غفر الله لي ولك ولوالدينا
ولجميع المسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
الذين شهدوا لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة
وللخلفاء الراشدين بالخلافة وماتوا على ذلك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق