1/17/2014 04:10:00 ص

مما راق لي فنقلته لكم : قال صلى الله عليه وسلم "ان.......... لمن أحب الناس الي ، واني لأرجو أن يكون من صالحيكم ، فاستوصوا به خيرا"

أسامة بن زيد
الحب بن الحب


"ان أسامة بن زيد لمن أحب الناس الي ، واني لأرجو أن يكون من صالحيكم ، فاستوصوا به خيرا"
 هـــو

أسامـة بن زيـد بن حارثة بن شراحيـل الكَلْبي ، أبو محمد ، من أبناء الإسلام الذين
لم يعرفوا الجاهلية أبدا ،ابن زيد خادم الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- الذي آثـر
الرسـول الكريم على أبيه وأمه وأهله والذي وقف به النبـي على جموع من أصحابه
يقول ( أشهدكم أن زيدا هذا ابني يرثني وأرثه ) وأمه هي أم أيمن مولاة رسـول
الله وحاضنته ، ولقد كان له وجه أسود وأنف أفطس ولكن مالكا لصفات عظيمة قريبا
من قلب رسول الله 
صلى اللـه عليه وسلم

حب الرسول له
عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت عثَرَ أسامة على عتبة الباب فشَجَّ
جبهتَهُ ، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمصُّ شجّته ويمجُّه ويقول
( لو كان أسامة جارية لكسوتُهُ وحلّيتُهُ حتى أنفِقَهُ )
كما قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- ( ما ينبغي لأحد أن يُبغِضَ أسامة
بن زيد بعدما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( من كان يُحِبُّ الله ورسوله ، فليحبَّ أسامة )
وقد اشترى الرسول -صلى الله عليه وسلم- حَلّةً كانت لذي يَزَن ، اشتراها
بخمسين ديناراً ، ثم لبسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلس على
المنبر للجمعة ، ثم نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكسا الحُلّة أسامة بن زيد
بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعثاً فأمر عليهم أسامة بن زيد ، فطعن
بعض الناس في إمارته فقال -صلى الله عليه وسلم- ( إن تطعنوا في إمارته فقد
كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل ، وأيمُ الله إن كان لخليقاً للإمارة ،
وإن كان لمن أحب الناس إليّ ، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده )

نشأته وايمانه

على الرغم من حداثة سن أسامة -رضي الله عنه- الا أنه كان مؤمنا صلبا ،
قويا ، يحمل كل تبعات دينه في ولاء كبير ، لقد كان مفرطا في ذكائه ، مفرطا
في تواضعه ، وحقق هذا الأسود الأفطس ميزان الدين الجديد ( ان أكرمكم عند
الله أتقاكم ) فهاهو في عام الفتح يدخل مكة مع الرسول -صلى الله عليه
وسلم- في أكثر ساعات الاسلام روعة


الدروس النبوية

قبل وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعامين خرج أسامة أميرا على سرية
للقاء بعض المشركين ، وهذه أول امارة يتولاها ، وقد أخذ فيها درسه الأكبر
من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهاهو يقول ( فأتيت النبي -صلى الله
عليه وسلم- وقد أتاه البشير بالفتح ، فاذا هو متهلل وجه ، فأدناني منه ثم
قال ( حدثني ) فجعلت أحدثه ، وذكرت له أنه لما انهزم القوم أدركت رجلا
وأهويت اليه بالرمح ، فقال ( لا اله الا الله ) فطعنته فقتلته ، فتغير وجه
رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- وقال ( ويحك يا أسامة ! فكيف لك بلا
اله الا اللـه ؟ ويحك يا أسامة ! فكيف لك بلا اله الا الله ؟) فلم
يزل يرددها علي حتى لوددت أني انسلخت من كل عمل عملته ، واستقبلت الاسلام
يومئذ من جديد ، فلا والله لا أقاتل أحدا قال لا اله الا الله بعد ماسمعت
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)
أهمَّ قريش شأن المرأة التي سرقت ، فقالوا ( من يكلّم فيها رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- ؟) فقالوا ( ومن يجترىء عليه إلا أسامة بن زيد حبّ
رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ؟) فكلّمه أسامة فقال رسـول اللـه
-صلى اللـه عليه وسلم- ( لم تشفعْ في حدّ من حدود الله ؟) ثم قام النبـي
-صلى الله عليه وسلم- فاختطب فقال ( إنّما أهلك الله الذين من قبلكم أنهم
إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ،
وأيْمُ الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يَدَها )

جيش أسامة

وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد بن حارثة الى الشام ،
وهو لم يتجاوز العشرين من عمره ، وأمره أن يوطىء الخيل تخوم البلقاء
والداروم من أرض فلسطين ، فتجهز الناس وخرج مع أسامة المهاجرون الأولون ،
وكان ذلك في مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأخير ، فاستبطأ الرسول
الكريم الناس في بعث أسامة وقد سمع ما قال الناس في امرة غلام حدث على جلة
من المهاجرين والأنصار ! فحمد الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم- (
أيها الناس ، أنفذوا بعث أسامة ، فلعمري لئن قلتم في امارته لقد قلتم في
امارة أبيه من قبله ، وانه لخليق بالامارة ، وان كان أبوه لخليقا لها )
فأسرع الناس في جهازهم ، وخرج أسامة والجيش ، وانتقل الرسول الى الرفيق
الأعلى ، وتولى أبو بكر الخلافة وأمر بانفاذ جيش أسامة وقال ( ما كان لي
أن أحل لواء عقده رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) وخرج ماشيا ليودع
الجيش بينما أسامة راكبا فقال له ( يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن
) فرد أبوبكر ( والله لا تنزل ووالله لا أركب ، وما علي أن أغبر قدمي في
سبيل الله ساعة ) ثم استأذنه في أن يبقى الى جانبه عمر بن الخطاب قائلا
له ( ان رأيت أن تعينني بعمر فافعل ) ففعل وسار الجيش وحارب الروم وقضى
على خطرهم ،وعاد الجيش بلا ضحايا ، وقال المسلمون عنه ( ما رأينا جيشا
أسلم من جيش أسامة
أسامة والفتنة

وعندما نشبت الفتنة بين علي ومعاوية التزم أسامة حيادا مطلقا ، كان يحب
عليا كثيرا ويبصر الحق بجانبه ، ولكن كيف يقتل من قال لا اله الا
الله وقد لامه الرسول في ذلك سابقا! فبعث الى علي يقول له ( انك لو
كنت في شدق الأسد ، لأحببت أن أدخل معك فيه ، ولكن هذا أمر لم أره
) ولزم داره طوال هذا النزاع ، وحين جاءه البعض يناقشونه في موقفه قال
لهم ( لا أقاتل أحدا يقول لا اله الا الله أبدا ) فقال أحدهم له ( ألم
يقل الله وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ؟)فأجاب أسامة
( أولئك هم المشركون ، ولقد قاتلناهم حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله )

وفاته
وفي العام الرابع والخمسين من الهجرة ، وفي أواخر خلافة معاوية ، أسلم
-رضي الله عنه- روحه الطاهرة للقاء ربه ، فقد كان من الأبرار
المتقين فمات بالمدينة وهو ابن ( 75 )  

غفر الله لي ولك ولوالدينا
ولجميع المسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
الذين شهدوا لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة
وللخلفاء الراشدين بالخلافة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق