1/20/2014 04:49:00 ص

مما راق لي فنقلته لكم : ... أسد الله وأسد رسوله ، وأخو الرسول من الرضاعة ، حفر قبره بيده في البقيع وتوفي بعد تجهيز القبر بثلاثة أيام . رضي الله عنه .

أبو سفيان بن الحارث
رضي الله عنه


 هــــــو
أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب ، قيل اسمه كنيته وقيل اسمه المغيرة
ابن عم رسول الله -صلى اللـه عليه وسلم- وأخو الرسول من الرضاعة
اذ أرضعته حليمـة السعديـة مرضعة الرسول بضعة أيام ، تأخّر إسلامه
وكان ممن آذى النبي -صلى الله عليه وسلم-

اسلامه
وأنار الله بصيرة أبي سفيان وقلبه للايمان ، وخرج مع ولده جعفر إلى رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- تائباً لله رب العالمين ، وأتى الرسول -صلى
الله عليه وسلم- وابنه مُعْتَمّين ، فلما انتهيا إليه قالا ( السلام عليك
يا رسول الله ) فقال رسول الله ( أسْفِروا تَعَرّفوا ) فانتسبا له
وكشفا عن وجوهِهما وقالا ( نشهد أن لا اله الا الله ، وأنك رسول الله )
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( أيَّ مَطْرَدٍ طردتني يا أبا سفيان
، أو متى طردتني يا أبا سفيان ) قال أبو سفيان بن الحارث ( لا تثريبَ يا
رسول الله ) قال رسول الله ( لا تثريبَ يا أبا سفيان ) وقال رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- لعلي بن أبي طالب ( بصِّرْ ابن عمّك الوضوء والسنة
ورُحْ به إليّ) فراح به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلّى معه ،
فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب فنادى في الناس (
ألا إنّ الله ورسولَهُ قد رَضيا عن أبي سفيان -بن الحارث- فارْضَوا عنه


جهاده
ومن أولى لحظات اسلامه ، راح يعوض ما فاته من حلاوة الايمان والعبادة ،
فكان عابدا ساجدا ، خرج مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-فيما تلا فتح مكة
من غزوات ، ويوم حنين حيث نصب المشركون للمسلمين كمينا خطيرا ، وثبت
الرسول مكانه ينادي ( الي أيها الناس ، أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد
المطلب ) في تلك اللحظات الرهيبة قلة لم تذهب بصوابها المفاجأة ، وكان
منهم أبوسفيان وولده جعفر ، لقد كان أبوسفيان يأخذ بلجام فرس الرسول
بيسراه ، يرسل السيف في نحور المشركين بيمناه ، وعاد المسلمون الى مكان
المعركة حول نبيهم ، وكتب الله لهم النصر المبين ، ولما انجلى غبارها ،
التفت الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمن يتشبت بمقود فرسه وتأمله وقال ( من
هذا ؟ أخي أبو سفيان بن الحارث ؟) و ما كاد يسمع أبوسفيان كلمة أخي
حتى طار فؤاده من الفرح ، فأكب على قدمي رسول الله يقبلهما

فضله
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( أبو سفيان أخي وخير أهلي ، وقد
أعقبني الله من حمزة أبا سفيان بن الحارث )فكان يُقال لأبي سفيان بعد
ذلك أسد الله وأسد رسوله
كان أبو سفيان بن الحارث شاعراً ومن شعره بسبب شبهه بالنبي -صلى الله عليه وسلم-
هداني هادٍ غير نفسي ودلّني *** على اللهِ مَن طَرّدتُ كلَّ مطرّدِ
أفِرُّ وأنأى جاهِداً عن محمّدٍ *** وأُدْعى وإنْ لم أنتسِبْ بمحمّـدِ
ومن شعره يوم حُنين
لقد عَلِمَتْ أفْناءُ كعـبٍ وعامرٍ *** غَداةَ حُنينٍ حينَ عمَّ التَّضَعْضُعُ
بأنّي أخو الهَيْجاء أركَبُ حدَّها *** أمامَ رسـول اللـه لا أتَتَعتَعُ
رجاءَ ثوابِ اللـه واللـه واسِعٌ *** إليه تعالى كلُّ أمـرٍ سَيَرْجِـعُ

وفاته
ذات يوم في سنة ( 20 هـ ) شاهده الناس في البقيع يحفر لحداً ، ويسويه
ويهيئه ، فلما أبدوا دهشهم مما يصنع ، قال لهم ( إني أعدُّ قبري )وبعد
ثلاثة أيام لاغير ، كان راقدا في بيته ، وأهله من حوله يبكون ، فقال لهم (لا تبكوا علي ، فاني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت )وقبل أن يحني رأسه على
صدره لوَّح به الى أعلى ، ملقياً على الدنيا تحية الوداع ، دفن -رضي الله
عنه- في البقيع وصلّى عليه عمر بن الخطاب والمؤمنون .

غفر الله لي ولك ولوالدينا
ولجميع المسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
الذين شهدوا لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة
وللخلفاء الراشدين بالخلافة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق