1/04/2014 01:27:00 م

( إياك أعني واسمعي يا جارة ) أن لكل مثل قصة فإذا عُرفت القصة فهم المثل واستخدم استخدام صحيح . فإليكم قصة هذا المثال ...

إياك أعني واسمعي يا جارة

قائل هذا المثل سهل بن مالك الفزاري إذ خرج يوما قاصدا النعمان بن المنذر ملك الحيرة – عاصمة دولة المناذرة تحت نفوذ الفرس – فمر بأحد أحياء طيء وسأل عن رأس القوم فأخبر بأنه حارثة بن لام . فلما توجه إلى بيته لم يجده ووجد أخته التي كانت موجودة رحبت به قائلة : انزل في الرحب والسعة فنزل حيث أكرمته ولاطفته ثم خرجت من خبائها فرأى جمالا فتن أهل الدهر وأصابت سهامها قلبه. فجلس يفكر كيف يعبر وكيف يخبرها بما أحس أو يحدثها عما لمس فجلس في الفناء الذي به الخباء .. ثم صب في أذنيها هذه الأبيات :

يا أخت أهل البدو والحضارة ** ماذا ترين في فتى فزارة
أصبح يهوى حرة معطارة ** إياك أعني واسمعي يا جارة

فلما استقرت كلماته في ذهنها . عرفت أنه عناها فقالت بصوت مسموع : ما هذا بقول ذي عقل أريب ولا رأي مصيب ولا أنف نجيب فأقم ما أقمت مكرما ثم ارتحل متى شئت مسلما.
ويقال أنها ردت بالأبيات :

إني أقول يا فتى فزارة ** لا أبتغي الزوج ولا الدعارة
ولا فراق أهل هذه الحارة ** فارحل إلى أهلك باستخارة

فاستحيا الفتى وقال : ما أردت منكرا ... واسوأتاه ..
قالت : صدقت ... وقد ظهر عليها الحياء من تسرعها.
ثم ارتحل سهل إلى النعمان فأكرمه وأنعم عليه فلما رجع نزل على أخيها فلما رأته سحرها جماله وبهرتها خلاله فطلب أن يكون لها خطيبا.. فتقدم إلى أخيها يطلب يدها فتم ما أرادا ثم تزوجا وعاد إلى قومه .
وأصبح هذا المثل يضرب به لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غير مدلوله ومعناه.

وأنا أقول :
غفر الله لي ولك ولوالدينا
 ولجميع المسلمين والمسلمات 
والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
الذين شهدوا لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة
ولصحابته بالعدالة ولخلفائه بالخلافة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق