1/02/2014 02:10:00 م

نحن دافنينه سوا


الكل تقريباً سمع المثل الشعبي المصري (إحنا دافنينه سوا(
ولكن قد يكون هناك من لا يعرف قصة هذا المثل  وهي أن
 شخصين كان لديهما حمـار (أعزكم الله( يعتمدان عليه في
 تمشية أمورهما المعيشية ونقل البضائع من قرية
 إلى أخرى، وأحباه حتى صار كأخ لهما
يأكلان معه وينام جنبهما وأعطياه اسما للتحبب هو أبو الصبر،
وفي أحد ألأيام وأثناء سفرهما في الصحراء سقط الحمـار ونفق،
حزن الأخوين على الحمـار حزنا شديدا ودفناه بشكل لائق
وجلسا يبكيان على قبره بكاء مرا، وكان كل من يمر يلاحظ هذا المشهد
فيحزن على المسكينين ويسألهما عن المرحوم فيجيبان بأنه 
المرحوم أبو الصبر
وكان الخير والبركة ويقضي الحوائج ويرفع الأثقال ويوصل البعيد،
فكان الناس يحسبون أنهما يتكلمان عن شيخ جليل او عبد صالح فيشاركونهم البكاء وشيئاً فشيئاً صار البعض يتبرع ببعض المال لهما ومرت الأيام فوضعا خيمة على القبر وزادت التبرعات فبنيا حجرة مكان الخيمة والناس تزور الموقع وتقرأ الفاتحة على العبد الصالح الشيخ الجليل أبو الصبر وصار الموقع مزارا يقصده الناس من مختلف الأماكن وصار لمزار أبو الصبر كرامات ومعجزات يتحدث عنها الجميع فهو يفك السحر ويزوج العانس ويغني الفقير ويشفي المريض وكل المشاكل التي لا حل لها، فيأتي الزوار ويقدمون النذور والتبرعات
طمعاً في أن يفك الولي الصالح عقدتهم، واغتنى الأخوين وصارا يجمعان الأموال
 التي تبرع بها الناس السذج ويتقاسمانها بينهما
وفي يوم اختلف الأخوين على تقسيم المال فغضب احدهما وارتجف وقال: والله سأطلب من الشيخ الصالح أبو الصبر (مشيرا إلى القبر) أن ينتقم منك ويريك غضبه ويسترجع حقي.
ضحك أخوه وقال:- أي شيخ صالح يا أخي؟
أنت نسيت ؟ دا أحنا دافنينه سوا!!

    فكم من هذه المزارات الوهمية موجودة في عالمنا العربي ؟! 
والتي تثبت براعتنا في خلق الأوهام  وتخليد ذكرى أبطال
 لا وجود لهم على ارض الواقع .
ولهذا أقول...
غفر الله لي ولك ولوالدينا
 ولجميع المسلمين والمسلمات 
والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
الذين شهدوا لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة

ولصحابته بالعدالة ولخلفائه بالخلافة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق