1/04/2014 01:12:00 ص

نَدِمتُ نَدامَةَ الكُسَعِيِّ (فمن هــو الكسعـي ) أن لكل مثل قصة فإذا عُرفت القصة فهم المثل واستخدم استخدام صحيح . فإليكم قصة هذا المثال ...

ندم الفرزدق الشاعر المشهور واسمه همّام بن غالب؛ حين طلق ابنة عمه (النّوّار بنت أعيُن)؛ وكانت صالحة فيها دين؛ وكان الفرزدق صاحب سرفٍ على نفسه في المعاصي والتشبيب بالنساء والغزل..
 فنفرت منه في قصة طويلة فيها خداع منه لها.فقال أبيات في ذلك..

 نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيّ لَمّا
                   غَدَتْ مِنّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ
وَكَانَتْ جَنّتي، فَخَرَجْتُ منها
                   كَآدَمَ حِينَ لَجّ بِهِ الضِّرَارُ
وَكُنْتُ كَفاقىءٍ عَيْنَيْهِ عَمْداً
                   فَأصْبَحَ مَا يُضِيءُ لَهُ النّهَارُ
وَلا يُوفي بحبِّ نَوَارَ عِنْدِي،
                   وَلا كَلَفي بهَا إلاّ انْتِحَارُ
وَلَوْ رَضِيتْ يَدايَ بهَا وَقَرّتْ
                   لَكَانَ لهَا عَلى القَدَرِ الخِيَارُ
وَمَا فَارَقْتُهَا شِبَعاً، وَلَكِنْ
                   رَأيْتُ الدّهْرَ يَأخُذُ مَا يُعَارُ

 

"ندمتُ ندامة الكُسَعي" فمن الكسعي؟
هو رجل من كسع،اسمه غامد بن الحارث، وكان اتخذ قوسا وخمسة أسهم وكَمَن في طريق قَطِيع؛ فرمى حمارا وحشيا منها، فنفذ فيه السهم وصدم الجبل، فرأى نارا فظن أنه أخطأ، فرمى ثانيا وثالثا إلى آخرها وهو يظن خطأه، فعمد إلى قوسه فكسرها، ثم بات، فلما أصبح نظر فإذا الحُمُر مطرحة مصرعة، وأسهمه بالدم مضرجة، فندم وقطع إبهامه، وأنشد:
ندمت ندامة لو أن نفسي *** تطاوعني إذا لقطعت خمسي
تبين لي سفاه الرأي مني *** لعمرُ أبيك حين كسرت قوسي
والخلاصة :
أن في العجلة الندامة فلنتريث ولا نستعجل خاصة في القضايا الجليلة أو العظيمة أو المصيرية.

 وأنا أقول :
غفر الله لي ولك ولوالدينا
 ولجميع المسلمين والمسلمات 
والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
الذين شهدوا لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة
ولصحابته بالعدالة ولخلفائه بالخلافة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق